اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 208
عليها ان خيرا فخير وان شرا فشر
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا من جملة الأمور التي تجب محافظتها عليكم شَهادَةُ بَيْنِكُمْ اى شهادتكم واشهادكم بين بنى نوعكم سيما إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ عليكم ان تشهدوا حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ اى من رجالكم أقاربكم وعشائركم أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ اى من أجانب المسلمين او من اهل الذمة إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ وسافرتم فِي الْأَرْضِ متباعدين عن الأقارب والعشائر فَأَصابَتْكُمْ فيها مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما اى الشاهدين من الأجانب وتقفونهما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ عند الجماعة فَيُقْسِمانِ اى الشاهدان بِاللَّهِ على رؤس الاشهاد إِنِ ارْتَبْتُمْ وشككتم ايها الوارثون في شهادتهما بانا لا نَشْتَرِي بِهِ ولا نرتشى بشهادتنا هذه ثَمَناً ولا نشهد بالزور وَلا سيما لَوْ كانَ المقسم له ذا قُرْبى اى صاحب قرابه وَايضا يقسمان تغليظا وتوكيدا بانا لا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ العالم بالسرائر والخفايا التي هي وديعة الله عندنا بل يؤديها على وجهها بلا تحريف وكتمان وبلا زيادة ونقصان وان كتماها وحرفناها ظلما وزورا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ المعترفين لأنفسنا إثما عظيما
فَإِنْ عُثِرَ اى أشعر واطلع عَلى أَنَّهُمَا اى الشاهدين قد اسْتَحَقَّا إِثْماً بواسطة تحريفهما او كتمانهما فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما اى يقسم آخران بدل الشاهدين مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ يعنى من الورثة اى المشهورين لهم بل هما الْأَوْلَيانِ الأحقان بالتحليف من الشاهدين فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ واصدق مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا وما تجاوزنا في هذه الشهادة عن الحق أصلا وان اعتدينا فيها إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ الخارجين عن مقتضى العدالة الإلهية التي وضعها الحق بين عباده
وبالجملة ذلِكَ التخفيف والتغليظ أَدْنى واقرب الى الاحتياط من أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ ويؤدوها عَلى وَجْهِها اى على وجه يحملونها من غير تحريف وخيانة فيها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ على المدعين بَعْدَ أَيْمانِهِمْ الكاذبة فيفتضحوا بظهور الخيانة على رؤس الملأ وَبالجملة اتَّقُوا اللَّهَ المنتقم الغيور ايها الشهود واحذروا عن الكتمان والتحريف وَاسْمَعُوا عموم ما يقول المحتضر سمع تحفظ وتيقن وادوه على وجهه وَاللَّهُ المطلع بضمائر عباده لا يَهْدِي الى قضاء وحدته الذاتية الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ الخارجين عن مقتضى او امره ومنهياته واذكروا وتذكروا واعتبروا من خطاب الله وعتابه لرسله لاجلكم ايها المسرفون المفرطون
يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ المستوي على عروش عموم المظاهر بالاستيلاء التام والعدالة الكاملة الرُّسُلَ في يوم العرض الأكبر فَيَقُولُ لهم على سبيل التوبيخ ماذا أُجِبْتُمْ اى باى شيء أجبتم أنتم ايها الرسل من قبل هؤلاء العصاة المتجاوزين عن حدودنا الموضوعة فيهم قالُوا اى الرسل معتذرين متذللين لا عِلْمَ لَنا يا ربنا بحالهم ولا عذر لنا نعتذر عنهم إِنَّكَ بذاتك وأسمائك واوصافك بل أَنْتَ بخصوصيتك واستقلالك إذ لا غير في الوجود معك عَلَّامُ الْغُيُوبِ التي غابت عن عقولنا وأبصارنا واسماعنا فلك الحكم والأمر في ملكك وملكوتك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد
اذكر يا أكمل الرسل لمن تبعك وقت إِذْ قالَ اللَّهُ المتردي برداء العظمة والكبرياء يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ امتنانا عليه اذْكُرْ نِعْمَتِي التي أنعمت عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ وأقم بشكرها وأد حقها سيما إِذْ أَيَّدْتُكَ اى قويت عضدك وخصصتك بِرُوحِ الْقُدُسِ اى بالنفس الزكية القدسية اللاهوتية المطهرة عن شوب القوى الناسوتية مطلقا لذلك أنت
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 208